الجدال حول العضيات الأنبوبية يحتدم

لكن انتظر، ماذا عن العضيات الأنبوبية، مثل الأهداب cilia والسوط flagella، التي كانت مارغوليس مقتنعة بأنها تطورت عبر التعايش الداخلي؟ تبين أن معرفة القصة التطورية لهذه العضيات أكثر صعوبة بكثير، والجدال حول نشأتها مازال محتدما إلى اليوم.

تم إيجاد دنا داخل الميتوكندريا والصانعات في مبكر من بداية قصتنا، لكن لم يحصل نفس الشيء للعضيات الأنبوبية. لأنها كبيرة دَبِقَة، يميل الـدنا الشارد من النواة ومن بيئة الخلية إلى أن يلتصق بها. هذه المخلفات الخلوية بدى أنها دائما ما ينتهي بها الأمر مختلطة مع دنا الآخر -- وهذا يجعل من الصعب للعلماء الآخرين أن يعرفوا بالتأكيد ما إذا كانت تملك دنا خاص بها!

جون أرجيتسينجر في 1963 عندما كانت تعمل على العضيات الأنبوية
جون أرجيتسينجر Joan Argetsinger، أول عالمة تقوم باختبار فكرة وجود دنا داخل العضيات الأنبوبية، نشرت نتائجها في 1965. وجدت دنا، لكن لم تستطع أن تحدد ما إذا كان من العُضيَّة الأنبوبية نفسها أو من تلوُّث. تواصل الجدال لعقود. ادّعى العديد أنهم وجدوا أدلة لمواد جينية، إما دنا أو رنا (جزيئة أخرى حاملة للمعلومات في الخلية) -- لكن دائما ما تم إثبات أن ذلك نتج من أساليب فاشلة، أو أخطاء، أو تلوُّث.

رغم الإفتقار للأدلة، بقيت مارغوليس مقتنعة أننا في النهاية سنجد الأدلة لدعم فكرة أن العضيات الأنبوبية، مثل الصانعات والميتوكندريا، هي نتيجة التعايش الداخلي. في 2006، نشرت نسخة معدلة من فرضيتها تتوافق مع ما لاحظناه حتى تلك النقطة -- أنه من الصعب جدا أن نجد موادا جينية تنتمي إلى العضيات الأنبوبية. حسب النسخة الجديدة للفرضية، تطورت العضيات الأنبوبية عبر التعايش الداخلي لكن لديها مادة جينية أقل (مما يجعل إيجادها أكثر صعوبة) لأنها كانت أول مُتعايِشٍ داخلي تم ابتلاعه، وقد امتلكت كل الوقت الكافي لتفقد المادة الجينية أكثر من العضيات الأخرى. ومع ذلك، لم يصبح العديد من العلماء أكثر اقتناعا بفرضيتها المحَدَّثة المتعلقة بالعضيات الأنبوبية مما كانوا بالفرضية الأصلية.

في 2008، بدى أن فرضيتها حول العضيات الأنبوبية قد تحصل على بعض الدعم. وجد فريق من العلماء أدلة مقنعة أن نوعا محددا من العضيات الأنبوبية تملك مادة جينية خاصة بها -- رنا! هل ستقنع هذه البيانات القليلة المجتمع العلمي أن مارغوليس كانت محقة من البداية حول نشأة العضيات الأنبوبية بالتعايش الداخلي؟

لا. كان الحماس قصير العمر. بعد سنة فقط، بين فريق آخر من العلماء أنه إذا نزعت العضيات الأنبوبية من الخلايا حقيقية النوى، يمكنها أن تنمو مجددا. حسب المعايير الأصلية لمارغوليس، التضاعف الذاتي والتمرير إلى الخلية الابنة كان من التوقعات المهمة المتولّدة من فرضية التعايش الداخلي. إذَا كان بإمكان الخلية أن تُنمِّي العضيَّة من الصفر، يعني ذلك على الأرجح أن تلك العُضيَّة لاتنسخ نفسها ويتم تمريرها إلى الخلايا الابنة. يجادل هذا الاكتشاف ضد فكرة أن هذه العضيات تطورت عبر التعايش الداخلي. اعتمادا على كل الأدلة المتوفرة، يرفض معظم العلماء فرضية أن العضيات الأنبوبية تحدَّرت من متعايشين داخلييين.

No comments:

Post a Comment