بَقَاءُ ”اللائق بما يكفي“

هناك العديد من الأسباب لماذا الإنتقاء الطبيعي قد لا ينتج سمات "مُهَنْدَسَة بشكل مثالي" (“perfectly-engineered”). على سبيل المثال، قد تتصور أن الفهود ستكون أكثر لياقة (fit) (تنتج المزيد من الذُرِّيَّة) إذا كان بإمكانها الركض فقط أسرع قليلا و إمساكها بالمزيد من الفرائس. هاهي بعض الأسباب التي قد تجعل الإنتقاء الطبيعي لا ينتج الكَمَالْ أو فهودا أسرع :
- نقصان وجود التباين الجيني الضروري 
الإنتقاء يمكن أن يعمل فقط على التباين الجيني المتوفر. الفهد قد يركض بشكل أسرع إذا كان يملك "جينات الأسرع"--و لكن إذا لم تَكُن جينات "الأسرع" في التجمع الأحيائي بسبب طفرة أو تدفق جيني، التطور في هذا الإتجاه لن يحدث. قد يتطور فهد "أسرع" إذا مَرَّرَ الفهد الأسرع في هذا التجمع الأحيائي جينات "الأسرع" إلى ذُرِّيَّتِهِ.
- قيود بسبب التاريخ 
ربما ترتيبات مختلفة من عضلات الساق و العظام ستنتج فهودا تجري أسرع -- مع ذلك،شكل الجسم الأساسي للثدييات يتشكل بسبب جيناتها و التنمية (development) بطريقة مقيدة بشكل متبادل، و الذي من غير المحتمل أن يتغير. حقا قد "لا توجد طريقة للوصول إلى هناك من هنا."
- المُقَايَضَات (Trade-offs) 
تغيير ميزة واحدة للأفضل قد يغير أخرى للأسوأ. ربما "جينات الأسرع" متواجدة في التجمع الأحيائي -- لكن هناك مقايضة (مفاضلة) مرتبطة بها: الركض أسرع لمسافات قصيرة يعني أن أيض (metabolism) الفهد يتطلب المزيد من الطاقة أو أن تصبح ساقا الفهد تُشَكِّلان خطرا. على الرغم من أن عظام الأطراف الأطول تزيد الخطوات، فرصهم في الفشل بسبب الإنكسار بفعل الحِمل الثقيل تزيد كذلك. في هذه الحالة، ربما لن يحصل على زيادة في اللياقة (fitness) نتيجة لـ"جينات الأسرع."

الإنتقاء الطبيعي قد لا ينتج الكمال، و لكن على الأقل يمكنك أن تتوقع أنه سيتخلص من الجينات الضارة، أليس كذلك؟ ربما لا.


No comments:

Post a Comment