الطفرات تكون عشوائية

آليات التطور مثل الإنتقاء الطبيعي(natural selection) و الإنجراف الجيني(genetic drift) -- تعمل مع الإختلافات العشوائية الناتجة عن الطفرات(Mutations).

العوامل البيئية تُؤثر على معدل الطفرات و لكنها لا تؤثر على إتجاه الطفرات. على سبيل المثال، التعرض للمواد الكيميائية الضارة قد يزيد من معدل الطفرات، ولكن لن يتسبب في مزيد من الطفرات التي سوف تجعل الكائن مقاوما لتلك المواد الكيميائية. في هذا الصدد، الطفرات تكون بشكل عشوائي -- سواء حدثت طفرة معينة أم لم تحدث ليس له علاقة بمدى فائدة هذه الطفرة للكائن الحي.

في الولايات المتحدة، حيث يستخدم الناس شامبو مع مواد كيميائية معينة من أجل قتل القمل، لدينا الكثير من القمل الذي يقاوم المواد الكيميائية في تلك الشامبو. هناك نوعان من التفسيرات المحتملة لذلك:

فرضية أ : كانت سلالات القمل المقاومة(resistant) دائما هناك، و هي أكثر تواترا الآن لأن كل سلالات القمل الغير مقاومة(non-resistant) قد تم القضاء عليها.

فرضية ب : التعرض للشامبو الموجه لقتل القمل تسبَّب بطفرات لمقاومة الشامبو.

العلماء عامة يعتقدون أن التفسير الأول هو الأصح و الطفرات الموجهة، في التفسير المحتمل الثاني غير صحيح.

وقد قام الباحثون بالعديد من التجارب في هذا المجال. على الرغم من أن النتائج يمكن أن تفسر في عدة سُبل، لا واحدة منها تدعم بدون لُبْس الطفرات الموجهة. و مع ذلك، لا يزال العلماء يجرون أبحاثا لتوفير أدلة ذات صلة بهذه المسألة.

و بالإضافة إلى ذلك، فإن التجارب جعلت من الواضح أن العديد من الطفرات هي في الواقع "عشوائية"، و لم تحدث لأنه تم وضع الكائن في حالة تكون فيها الطفرة مفيدة. على سبيل المثال، إذا عَرضت البكتيريا للمضادات الحيوية، من المحتمل أن تلاحظ زيادة في إنتشار البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية. في عام 1952، قرر العالمان "Esther" و "Joshua Lederberg" أن الكثير من هذه الطفرات المقاومة للمضادات للحيوية موجودة في التجمع الأحيائي حتى قبل أن يتعرض التجمع الأحيائي للمضادات الحيوية -- وأن التعرض للمضادات الحيوية لم يتسبب في ظهور البكتيريا الجديدة المقاومة للمضادات الحيوية.


No comments:

Post a Comment